الاثنين

النرجسية (حب الذات )




النرجسية او حب الذات هي احدى سمات الشخصية لدى بني البشر لكن بدرجات متفاوتة . واهتم الدارسون في علم النفس بالنرجسيه وخاصة في مجال الطب النفسي . وعرفت النرجسية بعدة تعاريف منها ان النرجسيه هي ان يحب الانسان نفسه وينغمس مع الاخرين على اساس انهم امتداد لشخصه . كما قال الفلاسفه ان النرجسيه هي احدى مراحل النمو التي يمر بها الانسان ففي السنة الاولى من عمره نجد الطفل الصغير متمركزا حول ذاته حيث يكون هو المركز وبعد سنوات ينتقل ليتمركز حول الاخرين اي يبدأ الانسان بحب ذاته ثم حبه للاخرين.
كما ان النرجسيه توصف بانها في الحالات السويه تعبر عن تقدير الانسان لنفسه والاعتداد بها واحترامها وهي مؤشر للثقة بالنفس واحترام الذات . كما قيل ان التسمية جاءت من الاسطورة اليونانية المسماة نرجس
ومفادها :ان نرجس هذا هو ابن الحورية الزرقاء ليروب حاصرها يوما إلـــه النهر سيفيسيوس بقنواته فتمكن من اغتصابها وقد قالت العرافة) لايروب )أن ابنها نرجس سوف يعيش حتى يبلغ سنا كبيرا بشرط أن لا يرى نفسه أبدا. وكان نرجس رمزا للجمال وأي شخص له العذر إذا وقع في حب نرجس حتى عندما كان طفلا. وعندما بلغ ستة عشر سنة وقع في حب أحباء وعشاق من الجنسين رفضوا أن يحبهم إذ كان لديه غرور كبير. وفي يوم من الأيام أرسل نرجس سيفا إلى شخص يدعى امينوس أحد معجبيه وقد سمي نهر امينوس باسمه وفعلا قتل امينوس نفسه على عتبة نرجس داعيا الآلهة أن ينتقموا منه. وسمعت الدعاء الآلهة أرامتوس آلهة الصبر أخت أبولو وسمعت الصلاة فدعت أن يقع نرجس في الحب. فآثر في يوم من الأيام الذهاب إلى منطقة يطلق عليها ( دوناكون في إقليم ميساثيبا) عند نبع ماء صاف كالفضة ولم يكن قد عكرته الأغنام ولم تكن الطيور قد شربت منه ولم يسقط فيه فرع شجرة من الأشجار التي تجاوره وعندما انثنى نرجس ليشرب وقع في حب الصورة المنعكسة في الماء وفي أول الأمر حاول أن يقبل الولد الجميل الموجود بمواجهته ولكن سرعان ما تعرف على نفسه فظل يحملق مفتونا في النبع ساعة بعد ساعة وأخذ يتساءل كيف يمكنه احتمال أن يمتلك وفي نفس الوقت لا يمتلك ؟ وهده الحزن ومع ذلك فكان يسعد ويفرح في عذابه عالما على الأقل أن نفسه الأخرى سوف تبقى مخلصة له مهما حدث. في آخر حياته ضل يردد نرجس ( خلاص )( انتهى) عندما كان يغمد خنجره في صدره. و آخر آه نطق بها نرجس هي قول(آه أيها الشقي المحبوب دون جدوى وداعا). وقد روت دمه الأرض عندها نمت زهرة النرجس البيضاء بعروقها الحمراء. إن تأويل هذه الأسطورة اليونانية مكن من اكتشاف هذه العقدة وهي افتتان الذات بنفسها وهي ما تسمى النرجسية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق